من كلمات حيدر علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية في المحادثات التي جرت بين الوفدين الرفيعي المستوى للجمهورية الأذربيجانية والولايات المتحدة الأمريكية - واشنطن، البيت الأبيض ۱ أغسطس سنة ۱۹۹۷
السيد الرئيس المحترم بيل كلنتون!
الأعضاء المحترمون لوفد الولايات المتحدة الأمريكية!
فاني أشكركم السيد بيل كلنتون بادئ ذي بدء على الضيافة والدعوة الرسمية لنا الى الولايات المتحدة الأمريكية والعناية التي تولوها لتطوير التعاون الأمريكي الأذربيجاني تطويرا متواصلا وأريد ان أذكر أني مرتاح تمام الارتياح للوضع الحالي في العلاقات بين بلدينا.
وأعيد إلى أذهانكم ان ثمة امكانيات واسعة لتطوير التعاون الامريكي الأذربيجاني تطويرا أكثر وأن جمهوريتنا أعارت دائما اهتماما كبيرا لتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية. ولقد اتخِذت أعمال كبيرة ولا تزال في مجال توطيد الروابط بين بلدينا بشكل مرحلي.
ومن هذا المنطلق فان مشاركة أهم الشركات البترولية للولايات المتحدة الأمريكية في المعاهدات التي تم التوقيع عليها حول الاستغلال المشترك للحقول الموجودة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين فانها تستحق تقديرا إيجابيا كبيرا. ووقعنا في سبتمبر سنة ١٩٩٤ على أول معاهدة كبيرة تسمى بـ"معاهدة القرن" وانضمت اليها ٥ شركات عملاقة للولايات المتحدة الأمريكية. ويجري حاليا تنفيذ هذه المعاهدة عمليا.
كما اني أجريت مع السيد بيل كلنتون اثناء لقاءاتنا الشخصية ومكالماتنا الهاتفية حتى الآن مناقشات مفصلة حول تحديد طرق خطوط أنابيب النفط التي ستنقل النفط الى الخارج -الغرب وأعلن انه قد انجـِزت أعمال معينة في هذا المجال حيث يجري إنشاء خطين لأنابيب النفط لنقل النفط الى الغرب- السوق العالمية وسيبدأ قريبا إنشاء ثالث خط طويل لأنابيب النفط أيضا.
وفي نفس الوقت فإننا ما نسينا أبدا عاملا مرده الى ان أذربيجان الواقعة في موقع ملائم جدا استراتيجيا تلعب دورا مهما في توثيق العلاقات توثيقا اكثر بين بلدان آسيا الوسطى والسوق العالمية. وكما اتخذت في هذا المجال أعمال بالغة الاهمية في جمهوريتنا. حيث ان النفط الذي تستخرجه شركة "شفرون" للولايات المتحدة الامريكية من حقل "تنكيز" الكازاكستاني يتم نقله إلى باكو عبر بحر قزوين ومن هنا الى السوق العالمية. ومن المقرر ان يتم اتخاذ اعمال واسعة حاليا في تنظيم هذه العملية تنظيما أحسن. وسيتم بهذا الغرض مد خط أنابيب النفط الى باكو مرورا بقاع بحر قزوين.
هذا وانكم تعلمون انه سيتم التوقيع اليوم في البيت الأبيض على معاهدات جديدة بين شركات "شفرون" و"إكسون" و"موبيل" و"أموكو" وشركة النفط الحكومية الأذربيجانية. بلا أدنى شك في ان هذه المعاهدات ستعطي دفعة جديدة لتمتين التعاون الاقتصادي الأذربيجاني الأمريكي وستلعب دورا مهما في تحسين العلاقات بين بلدينا.
وأعلن ان علاقاتنا الودية الشخصية مع السيد بيل كلنتون تخلق أرضية متينة لتطوير العلاقات الأذربيجانية الأمريكية تطويرا متواصلا. وكما أشير بامتنان إلى المبادرات الشخصية للسيد الرئيس بيل كلنتون في مجال تعزيز التعاون بين بلدينا وأريد أن أعلن اننا نقدر هذا تقديرا عاليا. السيد الرئيس، فانكم تحققون أعمالا كبيرة جدا في هذا المجال حيث اننا نحس دائما دعمكم وتأييدكم لنا.
كما تعلمون جميعا انه يجري حاليا عمل مكثف في إطار مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوربا في مجال التسوية السلمية للنزاع الأرمني الأذربيجاني. أما المبادئ الثلاثة الرئيسية المتخذة في اجتماع قمة لشبونة لرؤساء الدول والحكومات للبلدان الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوربا طلبا للتسوية السلمية للنزاع فلها أهمية كبرى في هذا المجال. ونعلن بارتياح ان حكومة الولايات المتحدة الأمريكية دعمت اتخاذ تلك المبادئ.
فيما يتعلق بالجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الامريكية وهي رئيس عضو في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في أوربا طلبا للحل الوشيك للنازع الارمني الاذربيجاني فاننا نصفها كحالة تستحق الانتباه. كما نريد ان ننبه إلى ان البيان المشترك الذي وقع عليه في دنفر بيل كلنتون وبوريس يلتسين وجاك شيراك رؤساء الدول الثلاث المحترمة للعالم تحمل اهمية خاصة في هذا المجال. واتخذت أذربيجان كأساس المبادئَ التي تقدم بها الرؤساء الأعضاء في مجموعة مينسك طلبا لتسوية هذا النزاع. وننتظر الآن اعلان ارمينيا موقفها من هذه المبادئ. أما أذربيجان فانها تعلق آمالا كبرى على التسوية الوشيكة لهذا النزاع وتثق بان أكثر من مليون مواطن مشرد من ديارهم سرعان ما يعودون إلى أراضيهم. فاننا متأكدون بان الرؤساء الأعضاء في مجموعة مينسك سيقدمون دعما ضروريا للحل الوشيك للنزاع على أساس المبادئ المتخذة في اجتماع قمة لشبونة وسيسعون إلى تسويته حتى نهاية هذه السنة.
وعلينا أن نذكر مرة أخرى أن التعديل برقم ٩٠٧ الذي أدخله الكونجرس الأمريكي في عام ١٩٩٢إلى "وثيقة الدفاع عن الحريات" قرار جائر ويشكل بعض العراقل أمام زيادة العلاقات الاذربيجانية الأمريكية كثافة. لذلك يجب إلغاء هذا التعديل وشيكا. واني أجريت في واشنطن لقاءات ومباحثات مع أعضاء الكونجرس حول هذه المسألة. وأعرب عن ثقتي بانه سيتم اتخاذ تدابير ضرورية لالغاء هذا التعديل.
وعيله فان أذربيجان هي الأخرى انضمت إلى الاتفاقية الإطارية حول تخفيض الأسلحة التقليدية في أوربا. مع هذا فانه يتم تحقيق أعمال كبيرة يضاأ أيضا في مجال الحفاظ على استقلال وسيادة وأمن بلدنا في إطار الحدود المعينة. وأبين مرة أخرى أن استقلال أذربيجان دائم واستمراري وأبدي. لا تتواجد في أذربيجان جيوش وقواعد عسكرية لأية دولة أجنبية ولن تكون من الآن فصاعدا.
ومن ناحية فاني أريد ان أؤكد ان إمداد روسيا لأرمينيا بالأسلحة الحديثة بمبلغ مليار دولار عن طريق غير شرعي أثار قلقا كبيرا من حيث الأمن الإقليمي.
هذا وان أذربيجان تعتبر أمريكا صديقا وشريكا حميما لها. ويتوجب علي أن أذكر وفي نفس الوقت أعلن أن الوضع الاجتماعي السياسي في بلدنا مستقر كما انه يتم إجراء اصلاحات لبناء الاقتصاد على اساس متطلبات السوق ويتم تحقيق تدابير هامة في مجال تطوير الديموقراطية والحفاظ على حقوق الانسان. واننا لن ننفك نتبع هذا الطريق في المستقبل. ان الاقتصاد الاذربيجاني منفتح امام العالم، كذلك الاستثمارات الأمريكية.
يجب علي أن أذكر بفائق الامتنان أن نجاحات الولايات المتحدة والسيد الرئيس بيل كلنتون شخصيا في مجال السياستين الخارجية والداخلية وبما في ذلك الانجازات المكتسبة في المجال الاجتماعي في البلد تلقى استقبالا حارا في أذربيجان أيضا.
في ختام كلامي أتفضل بانتهاز الفرصة المتاحة لي وأدعو السيد بيل كلنتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والسيد ألبيرت غور نائب الرئيس بزيارة رسمية إلى أذربيجان.