نداء حيدر علييف إلى الشعب الأذربيجاني - ۱ اكتوبر ۲۰۰۳
أبناء وطني الأعزاء، المواطنون الاذربيجانيون المحترمون!
تمر في هذه الايام ٣٤ سنة من تولي قيادة الجمهورية الاذربيجانية عامة و۱۰ سنوات منها في نشاطي كرئيس لدولة أذربيجان المستقلة. كان هدف كل حياتي خلال هذه السنوات كأذربيجاني ومواطن للجمهورية الأذربيجانية من جهة، كقائدها ورئيس للجمهورية من جهة أخرى، هو الخدمة لكم فقط – أنتم شعب أذربيجان- الذي أحبه اكثر من حياتي ولدولانيتنا وتنمية بلدنا اقتصاديا وسياسيا ومعنويا. لقد استمدت كل قوتي وإرادتي في هذه الطريق من شعبي الحكيم والنبيل وحده. اتكأت في أشق اللحظات والأوضاع الأكثر صعوبة على شعبي فقط، شعبي الذي أعطاني الارادة والصبر وحقق كل نجاحي.
لقد شغل الشعب الأذربيجاني مكانه الذي يستحقه بين الشعوب الأكثر تقدما للعالم. يعرف الجميع عالَمه المعنوي الغني والمبدعات المميزة التي قدمها لذخيرة الحضارة العالمية وكفاءته على استيعاب القيم المدنية العالمية. أما انضمام الأذربيجانيين السريع في كل الحقول الى أسرة شعوب العالم بفضل أعمالهم ومواهبهم فلا يعجب الآن أي شخص.
تتطور اليوم دولتنا المستقلة مستفيدة من الخبرة والقيم الاكثر تقدما لبلدان العالم. إن أذربيجان تقوم بنشاطها جنبا الى جنب مع الدول العظمى والأكثر تقدما للعالم ومن بينها أوربا مسترشدة بالمبادئ كالمجتمع الديموقراطي والدولة القانونية وسيادة حقوق المواطن والانسان والتعددية السياسية. لقد شغل بلدنا مكانه الذي يستحقه في الصعيد الدولي. اليوم لا تعالج المسائل الاستراتيجية العالمية والإقليمية والمحلية المهمة دون محاسبة مصالحنا وآرائنا. وهكذا يعرفوننا ويقبلوننا ويأخذوننا بعين الاعتبار في المسائل الرئيسية.
إن الحياة الاقتصادية لأذربيجان تبني من جديد وتروج وتنمو بشكل سريع التطور. وكل سنة تتزايد فرص توظيف الأموال داخليا وخارجيا على اقتصاد البلد ويستحدث القطاع الزراعي وصناعتها الخفيفة والغذائية وترتفع حصة القطاع غيرالنفطى في الاقتصاد ويحافظ على استقرار المنات وتزيد الموارد المالية وتفتح فرص العمل الجديدة ذات الأجور العالية. كان كل هذا نتيجة لاستراتيجية النفط الجديدة والتنمية الاقتصادية التي تحقق ابتداء من سنة ۱٩٩٤. إني على ثقة باننا إذا استمررنا هكذا فلن يكون في أذربيجان فقيرا وعاطلا عن العمل بعد مرور عدة أعوام. وستزيد المرتبات والمعاشات والدخل العام للناس بسرعة متزايدة. إن دولة أذربيجان ورجال الاعمال الوطنيين سيتمكنون من الإسهام والاستثمار في المشروعات الأكثر أبعادا ودخلا ليس فقط في أذربيجان فحسب، بل في العالم قاطبة.
ترفع دولتنا قدرتها الدفاعيّة على مر الزمن وتقوى عسكريا. يستوعب جيشنا الوطني الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة ويذهب الشباب الى الخدمة العسكرية بشجاعة.
لم نكتسب كل هذا بسهولة. وفي الفترة الماضية حلنا معا دون الرجعيّة الخطِرة جدّا والاستفزاز وغيرها من الأعمال المعادية لأذربيجان التي كانت تنبع من داخل أذربيجان وخارجها ايضا ، فصمدنا للصعوبات الكثيرة. إنكم تعلمونها جيّدا.
لم تتم الحيلولة دون الأعمال الانفصالية القومية المغامرة التي بدأها الأرمن منذ سنة ۱٩٨٨ في "ناجورنو قراباغ" في حينها بسبب تردّد القيادة الأذربيجانية حينذاك.
احتلّ الجيش الارمني الأراضي الأذربيجانية وجعل اكثر من مليون نسمة من أبناء وطننا لاجئين ومهجرين مستفيدا من الأزمة السياسية والازمة الحكومية والفوضى التي اشتعلت خلال سنوات۱٩٩۰- ۱٩٩۳ في جمهوريتنا.
قد دفع مواطنو البلد في الداخل على التناحر والاصطدام المسلح فيما بينهم وتمت محاولة كثيفة لمحو وتدمير دولتنا ودولانيتها. حلنا دون كل هذا. ولكن لم تتيسر لنا معالجة مشكلة إعادة سلامة الأراضي الأذربيجانية المعتدي عليها خلال فترة مضت من الفوضى ومشكلة إعادة اللاجئين والمهجرين إلى موطنهم بعد. وإني على يقين من أننا سوف نعالج هذه المسألة أيضا.
رغم هذا قد استطعنا في هذه السنوات حل المسائل ذات الأهمية المصيرية لشعبنا ودولتنا.
أولا حصلنا على الاستقرار الاجتماعي والسياسي الذي يشكل ركيزة دولانيتنا وأرسينا الحجر الأساسي للمجتمع المدني الذي يقوم على الوحدة الوطنية وسيادة القوانين.
ثانيا، أنعشنا اقتصاد البلد الذي يشكل الهدف الرئيسي لكل دولة ووجودها ووضعناها على طريق التطور.
ثالثا، استطعنا أن ننشئ دولتنا القومية والديموقراطية المعبرة عن أحلام ورغبة الشعب الأذربيجاني والتي تملك كل تأسيساتها الضرورية وأمنّا استمرارية استقلالها.
من الممكن أن يعالج كل شيء ، من جملته مسألة سلامة الأراضي والمسائل الأخرى بمجرد إنشاء دولة مستقلة تسود فيها الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي والسياسي وتنمو اقتصادها بشكل متحرك وتملك تأسيسات الدولة القوية وتعتمد على المجتمع الديموقراطي والمدني. إني على ثقة بأنه سيكون هكذا.
مواطنو أذربيجان الأعزاء، شعبي العزيز!
إنني قضيت ٦۰ سنة من حياتي ذات المعنى في سبيل حاضر ومستقبل شعبي. مضت السنوات العشر الأخيرة منها في سبيل خدمتي لدولة أذربيجان المستقلة. أما الأعمال التي تحققت في هذا السبيل فهي معروفة لكم. لكن لي مشاريعي الأكثر آفاقا التي لم تستكمل بعد. لم تمكنّي المشاكل التي ظهرت في صحتي في الآونة الأخيرة من أن أكمل هذه الأعمال التي أقدمت عليها وأرى نتائجها بوضوح. ورغم هذا فقد تم ترشيحي وتسجيلي أيضا للانتخابات الرئاسية المزمع تحقيقها في ١٥ أكتوبر عام ٢۰۰٣. يقوم مئات الآلوف من الناس بدعاية ترشيحي منضمين إلى الحملة الانتخابية. وانتهازا مني الفرصة أبدي شكري العميق لهؤلاء الناس وأعضاء حزب "ييني أذربيجان" التي قدمت بترشيحي وأيدته وممثلي المنظمات الاجتماعية السياسية الأخرى ورجال العلم والتعليم والثقافة والمثقفين والشعب الأذربيجاني المؤيد لي جميعا. من أملي أني سرعان ما سأشفي وأعود إلى الوطن وأكون بجانب شعبي من جديد. أما الآن فأسحب ترشيحي لصالح إلهام علييف . فأتوجه إليكم أبناء وطني وأدعوكم إلى أن تؤيدوا في الانتخابات الرئاسية المقبلة المرشح إلهام علييف وارثي السياسي والنائب الأول لزعيم حزب "ييني أذربيجان". إنه شخص ذكي جدا ونشيط ومبادر وذو تفكير براجماتي وراسخ لسياسة واقتصاد العالم الحديثة.
أؤكد لكم أن إلهام علييف وكذلك حزب "ييني أذربيجان" يستمران في القيام بأعمال كثيرة في سبيل تنمية دولة أذربيجان وتحسين رفاه شعبنا من خلال جمع أبناء شعبنا النبلاء حولهما بشكل كثيف.
آمن بأن إلهام علييف سيستطيع أن يكمل بمساعدتكم ودعمكم ما لم يتيسر لي تحقيقه من المسائل والمشروعات والأعمال المصيرية. إنني أعول عليه كنفسي وأبعث آمالا كبيرة لمستقبله.
باحترام عميق،
حيدر علييف
رئيس جمهورية أذربيجان
١ أكتوبر ٢۰۰٣