اذربيجان ومنظمة الامن والتعاون في اوربا
الجمهورية الاذربيجانية عضوة في منظمة الامن والتعاون في اوربا منذ ٣٠ يناير عام ١٩٩٢ (اسمها مجلس الامن والتعاون في اوربا حتى ١ يناير سنة ١٩٩٥). منظمة الامن والتعاون في اوربا اول منظمة اوربية دخلت اذربيجان الى عضويتها.
ان طرح مسألة تسوية النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ على اجندة هذه المنظمة الدولية اكتسبت ابعادا ملحة بانضمامها الى عضوية منظمة الامن والتعاون في اوربا . اجريت مناقشات لاول مرة حول هذا النزاع في جلسة لجنة الموظفين الرفيعي المستوى لمجلس الامن والتعاون في اوربا في ٢٧-٢٨ فبراير عام ١٩٩٢. ان المناشدة الى حل سلمي للنزاع بشرط عدم تغيير الحدود وجدت عكسها في الوثيقة التي تم تبنيها فيها وتصدق على انتساب ناغورني كاراباخ الى الجمهورية الاذربيجانية. نوقشت مسألة الوضع في ناغورني كاراباخ في الجلسة الاضافية الاولى لمجلس وزراء الخارجية لمجلس الامن والتعاون في اوربا في ٢٤ مارس عام ١٩٩٢. اسفرت المناقشات عن تبني قرار حول عقد مؤتمر مينسك حول التسوية السلمية للنزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان.
اشترك القيادة الاذربيجانية في اجتماعات قمة منظمة الامن والتعاون في اوربا منذ سنة ١٩٩٢. اشترك الوفد الاذربيجاني لاول مرة في اجتماع قمة مجلس الامن والتعاون في اوربا المنعقد في هلسنكي في الفترة ما بين ١٠-٨ يوليو عام ١٩٩٢ ووقع على وثائق اجتماع القمة. في فترة ما بين ٦-٥ ديسمبر عام ١٩٩٤ انعقد في العاصمة المجرية بدابست اجتماع قمة آخر لمجلس الامن والتعاون الاوربي. اشترك الريئس الاذربيجاني لاول مرة في اجتماع قمة مجلس الامن والتعاون في اوربا. ان الدول التي اشتركت في الاجتماع قررت تحويل مجلس الامن والتعاون في اوربا منذ ١ يناير عام ١٩٩٥ الى منظمة الامن والتعاون في اوربا – منظمة اوربية عامة تحدد قواعد التعايش الحضاري لاوربا وتوفر حماية السلام والديموقراطية وحقوق الانسان وتحقق امن البلدان الاعضاء ومبادئ التعاون المفيد المتبادل وتملك آليات ادارية.
وضع اجتماع بدابست لاول مرة نزاعات ملموسة موضع النقاش. تبنى اجتماع القمة قرارا حول انشاء قوات حفظ السلام في اطار هذه المنظمة قد تساهم في عمليات امنية وارسالها الى اراض تسود فيها النزاعات ايضا. اتفقت الدول المشاركة بارسال قوات اولى لحفظ السلام الى منطقة ناغورني كاراباخ لاذربيجان تحت قيادة هذه المنظمة. كما تأسست في الاجتماع مؤسسة الرئاسة المشاركة في اطار عملية مينسك (يجب الاشارة الى ان فنلندا وروسيا تولاتا رئاسة عملية مينسك مجتمعة عند تأسيسها وثم خلال سنوات ١٩٩٧-١٩٩٥ رأستها روسيا والسويد مجتمعة وتتولى الرئاسة المشتركة في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وفرنسا منذ ١ يناير عام ١٩٩٧)، تم تبني قرار حول "تفعيل نشاط منظمة الامن والتعاون في اوربا فيما يتعلق بنزاع ناغورني كاراباخ" فيما يتعلق بالنزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ.
وفقا لنتائج قمة بدابست تأسست في ٢٠ ديسمبر عام ١٩٩٤ في فيانه مجموعة التخطيط الرفيعة المستوى المؤلفة من ممثلين عسكريين عينتهم البلدان الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوربا، المعنية بالنزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ.
في الفترة ما بين ٤-٢ ديسمبر عام ١٩٩٦ اجري في العاصمة البرتغالية في مدينة لشبونة اجتماع قمة آخر لرؤساء الحكومات والدول للبلدان الاعضاء في منظمة الامن والتعاون في اوربا. اشترك في الاجتماع الوفد الاذربيجاني برئاسة حيدر علييف. تم تبني إعلان مسمى بصيغة الامن الجماعي والشامل لاوربا في القرن الواحد والعشرين من قبل ٥٤ دولة مشاركة في قمة لشبونة. ويشير الاعلان الى تهديدات موجهة ضد امن البلدان الاعضاء ويؤكد خاصة ضرورة التعاون المشترك للحيلولة دون هذه التهديدات.
بسبب فرض الطرف الارميني الفيتو على المادة التي تنص على الاعتراف بوحدة اراضي اذربيجان في اعلان اجتماع القمة اقترح فلاوي كوتي رئيس منظمة الامن والتعاون في اوربا بإدراج تلك المبادئ على بيان اصدر باسم الدول الـ٥٢ الاعضاء في المنظمة. وينبغي الاشارة الى ان القرارات تصدر على اساس اتفاق الآراء في منظمة الامن والتعاون في اوربا.
لاول مرة في الاجتماع حظيت وحدة اراضي الجمهورية الاذربيجانية كأساس حل النزاع في اعلى مستوى في اطار منظمة الامن والتعاون في اوربا بتأييد كل الدول ما عدا ارمينيا بشكل حازم. رغم العراقل الجادة التي خلقها الطرف الارميني تم تبني بيان رئيس منظمة الامن والتعاون في اوربا نتيجة الموقف المبدئي والجهود المكثفة لحيدر علييف. يحتوي هذا البيان المدرج على الوثيقة الختامية لاجتماع القمة مبادئ تالية متعلقة بحل النزاع:
١. وحدة اراضي الجمهوريتين الاذربيجانية والارمينية.
٢. تقديم اعلى وضع قانوني للحكم الذاتي الى ناغورني كاراباخ في التبعية لاذربيجان
٣. ضمان امن كل السكان لناغورني كاراباخ
في ١٩-١٨ نوفمبر عام ١٩٩٩ اجري اجتماع قمة أخير في القرن العشرين لمنظمة الامن والتعاون في اوربا في مدينة اسطنبول لتركيا. تم التوقيع على وثائق مهمة في هذا الاجتماع – ميثاق الامن الاوربي واعلان قمة اسطنبول ووثيقة فيانه حول تدابير بناء الثقة والامن ومعاهدة حول القوات المسلحة التقليدية في اوربا. كرس بند خاص لاعلان اسطنبول لمسائل حل النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ. في هذا البند يتم تقييم نشاط الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا. ثم اشار الى ان الاجتماعات المباشرة بين الرئيسين الاذربيجاني والارميني تفعل عملية الحل السلمي لهذا النزاع.
ان الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا (حاليا تضم مجموعة مينسك الولايات المتحدة الامريكية والمانيا واذربيجان وبلاروسيا وارمينيا والسويد وايطاليا وهنلنده والبرتغال وروسيا تركيا وفنلنده وفرنسا) تقدموا بـ٣ اقتراحات حتى الآن لتسوية النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ بالطرق السلمية. احد من هذه الاقتراحات اقتراح قدم في ١٨ يوليو عام ١٩٩٧ ويعرف بـ"الحل المباشر" شرطيا. قبل الطرف الاذربيجاني ذلك الاقتراح كاساس في حل النزاع بشروط وقيود معينة. لكن ارمينيا رفضت هذا الاقتراح. اما الاقتراح الثاني للرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا فقدم في ٢ ديسمبر عام ١٩٩٧. يسمى هذا الاقتراح بـ"الحل المرحلي". رفض الطرف الارميني ذلك الاقتراح الذي وافقت عليه اذربيجان. فيما يتعلق بالاقتراح الاخير "الدولة المشتركة" فتقدم في ٧ نوفمبر عام ١٩٩٨. لم يقبل الجانب الاذربيجاني هذا الاقتراح بسبب عدم تماشيه لمصالحها الوطنية.
يزور الرؤساء المشاركون في مجموعة مينسك بشكل منتظم منطقة النزاع ويستمرون في بعثة الوساطة في حل القضية. لكن المساعي المحققة لم تسفر عن اية نتيجة حتى الآن. يجب الاشارة الى بعثة تقصي الحقائق لمنظمة الامن والتعاون في اوربا تلك المناطق بهدف دراسة مسألة توطين السكان الارامن في الاراضي الاذربيجانية المحتلة من قبل الوحدات المسلحة الارمنية واكدت واقع التوطين.
في ٢٨ اغسطس عام ١٩٩٥ تأسس منصب المبعوث الشخصي للرئيس القائم لمنظمة الامن والتعاون في اوربا حول النزاع الموجود في متناول مجموعة مينسك. منذ ١ يناير عام ١٩٩٧ يتولى انجي كاسبيرشك (بولندا) هذا المنصب.
اقيمت علاقات التعاون الوثيق بين الجمهورية الاذربيجانية وعديد من هيئات منظمات الامن والتعاون في اوربا، بما في ذلك مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الانسان. ابتداء من عام ١٩٩٨ يتعاون مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الانسان بشكل ناشط مع الحكومة الاذربيجانية ويتم تحقيق عديد من المشاريع في مجال الدمقرطة وسيادة القانون وتكملة التشريع وخاصة التشريع الانتخابي والهجرة وغيرها من المجالات. يتابع بدقة مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الانسان انتخابات رئاسية وبرلمانية وبلدية في اذربيجان. توجد علاقات التعاون الوثيق بين الجمعية البرلمانية لمجلس اوربا والمجلس الوطني للجمهورية الاذربيجانية . ان النواب الاذربيجانيين المتمثلين في الجمعية البرلمانية لمجلس اوربا يشاركون في جلسات الجمعية البرلمانية كل سنة.
أنشئت في اذربيجان مجموعة الاصدقاء لمنظمة الامن والتعاون في اوربا نظرا لاهمية تطور التعاون المثمر بين منظمة الامن والتعاون في اوربا واذربيجان. منذ ١٨ يوليو عام ٢٠٠٠ يعمل في مدينة باكو مكتب منظمة الامن والتعاون في اوربا.
في ٤ يونيو عام ٢٠٠٧ قابل الرئيس الاذربيجاني الهام علييف الوفد الذي يرأسه ميكيل موراتينوس الرئيس القائم لمنظمة الامن والتعاون في اوربا ووزير الخارجية الاسباني. اعرب عن امله في ان تدعم اول زيارة لميكل موراتينوس الى اذربيجان تطور العلاقات الثنائية. قال موراتينوس في دوره ان منظمة الامن والتعاون في اوربا ستدعم المساعي المحققة في اذربيجان لتسوية المسائل المعينة والعمليات السياسية الداخلية الضرورية لمستقبل البلد والاصلاحات الاقتصادية.
تم تجديد التقرير الملخص في ١٧ يوليو عام ٢٠٠٨.