نداء الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف الى الشعب الاذربيجاني بمناسبة الذكرى العاشرة لمجزرة خوجالي - ٢٥ فبراير عام ٢٠٠٢
ابناء وطني الاعزاء!
ابناء شعبي المحترمين!
اتوجه اليوم بنداء اليكم بمناسبة مجزرة خوجالي التي هي صفحة مأساوية وحزين في تاريخ شعبنا. دخل عمل المجزرة البشع هذا الى تاريخ البشرية كأحد أروع الاحداث الارهابية الجماعية.
ان مأساة خوجالي استمرار سياسة المجزرة والتطهير العرقي التي قام بها القوميون المتطرفون الارمن ضد الاذربيجانيين على التوالي في مدة تقرب من مائتي سنة وصفحتها الاكثر دموية. ان هذه السياسة البغيضة المدعومة من قبل الدوائر الحكومية لعدد من الدول دامت على التوالي في عهد روسيا القيصرية والاتحاد السوفييتي وان طرد شعبنا من دياره الام بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وصيرورته لاجئين ومشرَّدين كان مصحوبا بالإبادات الجماعية. عانى مليونا اذربيجاني عامة في الاوقات المختلفة من عواقب سياسة التطهير العرقي والمجزرة التي قام بها القوميون المتطرفون الارمن وايديولوجيو "ارمينيا الكبرى" المزعومة.
بعد نيل اذربيجان استقلالها ادت السياسة العدوانية التي مارسها الانفصاليون الارمن في ناغورني كاراباخ الى تدمير مئات من القرى والبلدات وسفك دماء عشرات آلاف من الناس الابرياء وتشريد مئات الاف من الناس من ديارهم وبيوتهم. لكن مأساة خوجالي كانت اروع منها. تتحمل القيادة الاذربيجانية حينذاك وقوى المعارضة التي كافحت من اجل السلطة بكل وسائل غير مقبولة الى جانب الغزاة الارمن مسئولية عن عدم الحيلولة دون كل هذه الاحداث الدموية، بما في ذلك ارتكاب مأساة خوجالي وترك المدينة بدون الدفاع امام العدو الذي لا هوادة فيه والمتمنطق بالسلاح. في الحقيقة حاول قادة الجمهورية حينذاك ان يخفوا المقياس الحقيقي لحقائق خوجالي من الشعب واظهروا الاهمال لمصير الشعب والتقاعس التام وذلك بدلا من تقديم المساعدة العاجلة لحراس المدينة واحاطة المجتمع العالمي علما واسعا بالمأساة وقرع ناقوس الخرط. حتى فيما بعد لم يعملوا اي شيء لفتح ماهية مأساة خوجالي وكشف مجرميها وابلاغها الى الرأي العام العالمي، بالعكس تحولت هذه المأساة الى وسيلة الكفاح السياسي والاتهامات المتبادلة بين المعارضة والسلطة.
كان القوميون المطرفون والايديولوجيون الارمن يهدفون الى غرض بعيد بارتكاب مجزرة خوجالي غير المسبوقة في التاريخ العالمي من حيث مقياسها والوحشية التي حدثت فيها. كان الهدف الاستيلاء على ناغورني كاراباخ والاراضي الاذربيجانية الاخرى وكسر عزم الشعب للصراع من اجل الاستقلال ووحدة الاراضي. لكن العدو البغيض لم يحقق اهدافه. صحيح ان المأساة هزت كل اذربيجان والحقت جروحا عميقة وضربات معنوية بسكان خوجالي. لكن الخوجاليين قدموا نماذج البطولة حتى في يوم المجزرة المريعة وكافحوا ببطولة في المعركة غير المتساوية ضد الوحدات العسكرية الارمنية السوفييتية، لم يكسروا امام العدو وكتبوا صفحات مشرفة للتاريخ البطولي لشعبنا.
تضع اليوم امام الحكومة الاذربيجانية والشعب الاذربيجاني مهمة توصيل الحقائق عن مجزرة خوجالي وعامة الاعمال الهمجية التي ارتكبها الارمن في ناغورني كاراباخ بكل مقياسها ووحشياتها الى بلدان العالم والبرلمانات والرأي العام العالمي والتوصل الى الاعتراف بكل هذا كحدث المجزرة. هذا مهمتنا كمواطن وانسان امام روح شهداء خوجالي. من ناحية اخرى فان حصول الحدث على تقييمه القانوني السياسي الحقيقي على الصعيد الدولي ومحاكمة مدبريها ومنظميها ومحققيها شرط مهم للحيلولة دون تكرار مثل هذه الاحداث البشعة الهادفة ضد الانسانية في المستقبل.
يتخذ الدولة الاذربيجانية ومواطنونا وابناء شعبنا في الخارج خطوات مهمة لتوصيل الحقائق عن مأساة خوجالي والتوصل الى الاعتراف بها كعمل مأساوي ويكتبون الكتب ويجرون الدراسات الصحفية. تناقش هذه المأساة في برلمانات البلدان المتفرقة والمنظمات الدولية ويلفت انتباه المجتمع العالمي الى هذه المسألة. ان الهدف الآن هو تحقيق هذا العمل بشكل منتظم ومتوال وهادف والتوصل الى تقييم قانوني سياسي للمأساة من قبل المجتمع الدولي.
احيي بحزن عميق مرة اخرى للذكرى العزيزة لشهداء خوجالي في يوم الذكرى العاشرة الحزينة هذا واسألهم من الله الرحمة وأؤكد مرة اخرى اقرباء وذوي الشهداء وكل الشعب الاذربيجاني على ان الحقيقة والعدالة ستنتصر، ستعيش الجمهورية الاذربيجانية المستقلة والحرة – الأفكار التي كافح من اجلها شهداء خوجالي وابطالها.
حيدر علييف،
رئيس الجمهورية الاذربيجانية
صحيفة "اذربيجان"، ٢٦ فبراير عام ٢٠٠٢