من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني عند لقائه مع وفد البلدان العربية - ٧ يوليو عام ٢٠٠٠
حيدر علييف: الضيوف الكرام، اهلا وسهلا بكم في آذربيجان!
بينكم وبين معالي شيخ الاسلام اتصال وثيق وأعلم انكم اجريتم معه لقاءات هنا. وعقدتم بعض اللقاءات في المجالين الثقافي والأدبي.
حسب المعلومات الوافرة لدي انكم تحققون اعمالا كبيرة وتقومون بالأعمال الخيرية. وهذا جميل جدا. وإني ممتن جدا لزيارتكم آذربيجان أيضا. كما تعلمون اني ما كنت في البلد، قد زرت النمسا ورجعت أمس. عندما اسافر خارج البلد تتراكم الأعمال الكثيرة. ورجاني معالي شيخ الإسلام أن التقي بكم. رغم كثرة الأعمال لدي وجدت وقتا للقاء معكم. تفضلوا واستمع إليكم.
عبد العزيز سعود البابطين: وابدي شكرى لكم باسمي وعن زملائي وإخواني واصدقائي على انكم حددتم موعدا لنا من وقتكم القيم. واننا نجد انفسنا سعداء للقاء معكم. وأتشرف بأن أبلغكم تحية أمير بلدنا صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد. وعامة أبلغكم تحيات الشعب العربي قاطبة. وفي نفس الوقت ابلغكم تحيات الشعب الكويتي بشكل خاص.
ان المشاعر التي واجهها الشعب الآذربيجاني في الوقت الذي تعرض لعدوان أرمينيا يشعر بها الشعب الكويتي هو الآخر عندما تعرض للعدوان. كلما نزور آذربيجان يزيد حبنا لها في قلوبنا خاصة. نجد أنفسنا سعداء عندما نرى مثل هذا التقدم في بلدكم كل مرة.
اني زرت شخصيا بلدكم عدة مرات واردت توظيف الاستثمارات هنا. ولا يقل عدد الذين يريدون هذا في البلدان العربية للخليج. بالطبع، يريد المستثمرون الاستقرار في البلد الذي يخططون توظيف استثماراتهم فيه. ونرى انه يوجد في بلدكم الاستقرار ونبلغكم رغبتنا في توظيف الاستثمارات هنا.
في نفس الوقت أسسنا صندوق الاغاثة للطلاب الدارسين في جامعة "الأزهر". ويدرس في هذه الجامعة مجموعة كبيرة من الطلاب الآذربيجانيين. ونأمل في ان يبذل هؤلاء الطلاب كل ما في وسعهم لخدمة بلدكم وتقدم بلدهم بعد عودتهم إليه.
ونتمنى لآذربيجان التنمية المستدامة والتقدم تحت قيادتكم الحكيمة. وانتهازا مني للفرصة اسمحوا لي بان أبدي شكري لسماحة الشيخ المحترم. إنه يبذل كل ما في وسعه لاستراحتنا وتحقيق زيارتنا تحقيقا طيبا. لذا فإننا نعتبره قلبا لسفير الكويت أو العرب لدى آذربيجان.
والآن اسمحوا لي بأن اقدم لكم زملائي.
اننا ننتظركم بفارغ الصبر في الكويت. لقد وعدتم قبل هذا بسنة او سنة ونصف بالقيام بزيارة الكويت. لذلك ننتظر بفارغ الصبر الكبير تحقيق هذه الزيارة. شكرا لكم.
حيدر علييف: شكرا لكم. واشكركم على انكم قدمتم أعضاء وفدكم وان اعضاء وفدكم رفيعو المستوى. فإني ممتن لأنكم زرتم جميعا آذربيجان وتعرفتم ببلدنا. وشعرت بأن هذه الزيارة ليست أولى لكم. لقد ذكرتم أنكم تشاهدون هذا التطور والاستقرار في آذربيجان ولذا تنوون في توظيف الاستثمارات في آذربيجان.
اني اؤيد هذه الفكرة. ويسعني أن اؤكدكم على انه قد أنشئت امكانيات جميلة جدا في الحقيقة لنشاط المستثمرين الاجانب في آذربيجان. أولا، كما ذكرتم انه يوجد في البلد الاستقرار وسيستمر هذا. اي سيكون هذا الاستقرار دائما. ويلعب الاستقرار دورا خاصا لكل مستثمر.
ثانيا، لدينا قوانين ملائمة جدا لضمان عمل الاستثمارات الاجنبية. وهذه تمكن المستثمرين الأجانب من توظيف الاستثمارات من جهة وتحمى حقوق المستثمرين من جهة أخرى. الطريق منفتح أمامكم. تفضلوا، احضروا واستثمروا واربحوا من استثماراتكم.
من الطبيعي ان الأعمال التي قمتم بها سوف تعيش. وأعلم انكم أنشأتم المدارس، والمستشفيات والجامعات في الاماكن الكثيرة. وهذه مهمة جدا.
كما ذكرتم أنكم تستطعون ان تشعروا بشكل أحسن بعدوان أرمينيا على آذربيجان، لانكم تعرضتم لمثل هذا العدوان في حينه. وأتذكر هذه الأيام. في الحقيقة، شن العراق بالعدوان العسكري على بلدكم وهذا ادَّى إلى إلحاق أضرار فادحة ببلدكم. لكن لم يلبثوا أن ساعدوا على بلدكم ولم تلبثوا ان تخلصتم من العدوان نتيجة لهذا الدعم. وعاقبوا المعتدي على هذا، وانه لا يزال يُعاقب.
لكن لم يحل أي احد دون العدوان على آذربيجان. ودعمت بعض البلدان المعتدى أرمينيا ولا تزال تدعمها. كما تعلمون ان ٢٠ بالمئة من الأراضي الآذربيجانية احتلت وتم تشريد أكثر من مليون آذربيجاني مسلم من موطنهم ومنذ سنوات يعيشون في المخيمات.
اننا نحتاج الى المساعدات. إذا تقدموا مساعدات لهؤلاء اللاجئين الذين تم تشريدهم من ديارهم في اعمالكم الخيرية فتكونون قد قمتم بالعمل الأكثر خيرا. وهذا قد يكون احسن عند الله، أرجوكم ان تفكروا قليلا بهذا الصدد.
واشكركم على مساعدتكم وعنايتكم للطلاب الآذربيجانيين الدارسين في القاهرة. وأظن ان لديكم امكانيات لتقديم مساعدات اكثر لآذربيجان.
وأشكركم على التحيات التي بعثها إليَّ صديقي أمير بلدكم. لقد استلمت دعوة صديقي المحترم الأمير جابر الصباح منذ زمن وأريد كثيرا ان أزور الكويت. أولا، لأني ما رأيت بلدكم، ثانيا أريد أن ألتقي باخواني أيضا. سألبي هذه الدعوة من كل بد. لكن لعل الطقس الآن عندكم اكثر حرا منا.
عبد العزيز سعود البابطين: ان حرارة الجو عندنا اعلى من ٥٠ درجة.
حيدر علييف: ربما لا يوجد الأمير الآن في البلد، سافر إلى الأماكن الباردة.
عبد العزيز سعود البابطين: انه في البلد. سافر الكثيرون، لكنه لا يزال في البلد.
حيدر علييف: ترون اني أعلم خاصيتكم. إني سألبي هذه الدعوة من كل بد. وأرجوكم ان تبلغوا تحياتي واحترامي إلى صديقي العزيز الأمير جابر الصباح. وأعتبر الصداقة مع بلدكم مهمة بالنسبة لآذربيجان.
سينعقد مؤتمر القمة الاسلامي في قطر في شهر اكتوبر. اذا يحضره اميركم فنلتق ونحدد وقتا حسنا لزيارتي. واتمنى لكم النجاحات.
عبد العزيز سعود البابطين: اسمحوا لي بان أقول كلمة واحدة. لقد وعدناكم في السنة السابقة بأن ننشئ مدرسة في مخيم للاجئين. لقد التزمنا بوعدنا. اما اليوم في لقائنا بكم فأعد بأن أقوم بعمل آخر. ونعلم انكم عدتم متأخرا من النمسا إلى وطنكم ولديكم ضيق الوقت. عندي رجاء لكم. بالطبع اننا نعلم قلة وقتكم ونقدر هذا. ونشكركم على أنكم وجدتم اليوم وقتا للقاء معنا. اني أنظم هذا المساء مأدبة. اذا وجدتم وقتا وتفضلتم بالحضور إلى هنا هذا سيسعدنا.
حيدر علييف: شكرا جزيلا لكم، اشكركم.
عادل عبد الله الفلح (رئيس هيأة الإدارة للجنة مسلمي آسيا الدولية): نبدي امتناننا مجددا على انكم خلقتم هذه الظروف اكراما لنا رغم قلة وقتكم، يا صاحب السمو الرئيس، ان الاهتمام والعناية التي أبديت اليوم للشيخ عبد العزيز البابطين وتقديم الجائزة له ومنحه بالدرجة العلمية انما هذا مؤشر للاحترام والانتباه للشعب الكويتي بأسره في نفس الوقت وأرضية ثابتة سواء للحاضر أو المستقبل في توطيد الاحترام المتبادل والصداقة بين بلدينا.
انتهازا من لقائنا هذا اريد أن اتحدث بشكل ملخص حول لجنة مسلمي آسيا. تعمل لجنة مسلمي آسيا منذ سنة ١٩٩٢. وان هذه اللجنة، لتعتبروها لجنتكم أيضًا. يشمل نشاطه عددا غير قليل من المجالات - الخيرية، الثقافية، الدينية وغيرها من المجالات. تحصل آذربيجان على الحصة الكثيرة حصة الأسد، ان نقل مجازيا. وأتسائل حتى هذا الحين ما هو سبب احتواء جزء كبير من نشاط اللجنة آذربيجان؟
أظن أن هذا حبنا ومودتنا تجاه آذربيجان. وأعتقد ان تحقيق الاعمال الخيرية للجنة هنا بنجاح نتيجة جهود معالي شيخ الإسلام الحاج الله شكر باشازاده.
من الاعمال التي قمتم بها هو توزيع الكتاب المكرس لحياتكم ونشاطكم في سنة ١٩٩٣ بين الأسر العربية بعد ترجمته إلى اللغة العربية. لقد استطعنا ان نحقق هذا بمساعدة اسرافيل وكيلوف السفير الآذربيجاني في القاهرة، وفي جو من التعاون معه. لقد توصلنا اليوم إلى توزيع الكتاب المترجم إلى الآذربيجانية، المكرس لحياة ونشاط امير الدولة الكويتية الشيخ جابر الصباح.
فخامة الرئيس، فاننا أهنئكم بمناسبة الانجازات التي شاهدناها في آذربيجان. اسمحوا لي بأن اعرب عن اعجابي بكم على ان بلدكم استطاع ان يجتاز المراحل الاكثر توترا وصعوبة في آذربيجان بفضل حكمتكم وقيادتكم. إني نتابع خطاباتكم وكلماتكم واقدر تقديرا عاليا للجهود التي تبذلونها من أجل رواج الاخلاق الإسلامية والشريعة الاسلامية هنا. اما نشاط لجنة مسلمي آسيا الذي بدأ منذ سنة ١٩٩٣ ازداد نشاطها تطورا بعد المؤتمر المكرس للاجئين خاصة. أي بعد ذلك المؤتمر لقد توصلنا إلى توجيه نشاط كل المنظمات المعنية بقضايا اللاجئين في بلداننا بشكل هادف. إننا نشتغل يوميا، بقضايا اللاجئين بالكاد. إني اتصل كل يوم بتمثيليات اللجنة وأتلقى معلومات كافية منها حول نوع المساعدات المقدمة للاجئين، حول الوضع.
لنا بعض المقترحات والأفكار حول اللاجئين. لقد قدمنا هذه الإقتراحات إلى علي حسنوف نائب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة الحكومية المعنية بشئون اللاجئين. واستسمحكم لأن توافقوا على إنشاء لجنة خاصة للعمل في شئون اللاجئين وقضاياهم بشكل هادف ومفيد ومثمر.
بدأت لجنة مسلمي آسيا تشمل المجالات الأخرى بزيادة نشاطها الخيري. ان هذه اللجنة بمثابة منظمة وسيطة وهمزة الوصل بين آذربيجان والكويت. وناخذ شخصياتنا البارزة معنا الى آذربيجان اثناء كل زيارة نقوم بها الى آذربيجان بحيث تساعدنا على هذه الأعمال. ونريد ان ننشئ مؤسسة قد يعمل فيها مئتان، ثلاثمئة بل وألف شخص. وهذا قد يساعد على تحسين معيشة الألف شخص. وأريد أن أقول ان تجارنا ورجال الاعمال لنا يرغبون كثيرا في العمل في آذربيجان. إنهم يعلنون استعدادهم لبذل كل ما في وسعهم هنا بفضل انتباهكم وعنايتكم. الى جانب التجار ورجال الأعمال يوجد كتاب، أدباء يتعرف الآلاف، عشرات الآلاف من القراء بمقالاتهم عن آذربيجان.
فخامة الرئيس، في نفس الوقت أحيطكم علما بأننا على وشك أن ننتهى انشاء جمعية الصداقة الآذربيجانية الكويتية. ويرأس رجل الاعمال الشهير حامي العلوم البارز الشيخ عبد العزيز سعود البابطين من الطرف الكويتي.
ونبدي مجددا امتناننا لكم على أنكم وفرتم هذه الفرصة لنا ومكنتمونا من إبلاغ آرائنا لكم.
واشكركم عن اسمي وعن اصدقائي.
حيدر علييف: واشكركم على الاعمال التي تقوم بها لجنة مسلمي آسيا فيما يتعلق بآذربيجان.
وأذكر المؤتمر الذي عقدته بباكو لجنة مسلمي آسيا، لعلكم تتذكرون اني حضرت هذا المؤتمر والقيت فيه كلمة. لذلك تسرني المعلومات التي اعطيتموها حول تكثيف نشاطها بعد ذلك المؤتمر. واؤيد اقتراحكم فيما يتعلق بانشاء جمعية الصداقة والتعاون الكويتية الآذربيجانية وان تولي السيد عبد العزيز سعود البابطين رئاسة هذا العمل، بالطبع سيضمن تعزيز نشاط هذه الجمعية. اننا نعين الشخص الذي سوف يرأس هذه الجمعية من الطرف الآذربيجاني.
وادعوكم جميعا مرة أخرى إلى الا يدخروا مساعداتكم على الناس الذين يعيشون في حالة اللاجئ في آذربيجان. لا تدخروا مساعداتكم، بل وحتى حاولوا زيادتها. أشكركم. بلغوا تحياتي الى الشعب الكويتي وامير الكويت الشيخ جابر الأحمد.
مع السلامة.
جريدة "آذربيجان"، ٨ يوليو عام ٢٠٠٠