خطاب حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني في حفلة توقيع ٣ معاهدات للنفط بين شركة النفط الحكومية للجمهورية الآذربيجانية وشركات "مونكريف أويل" و"إكسون" و"موبيل" الأمريكية في مبنى مجلس الشيوخ في واشنطن - ٢٧ أبريل عام ١٩٩٩
السيناتورة المحترم هادجنسون!
الوزير المحترم ديلي!
نائب الوزير المحترم واعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس المحترمون، السيدات والسادة الكرام!
ارحب بكم جميعا من صميم القلب واعرب عن امتناني للغاية لعقد مثل هذه الحفلة اليوم في مبنى الكونغرس بواشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية.
السيناتورة المحترمة هادجنسون، فإني اشكركِ على الكلمات الطيبة التي قلتِها عني وعن آذربيجان وأريد إلاشارة إلى انكِ أصبتِ عندما قلتِ بأني صديق مخلص جدا للولايات المتحدة الأمريكية.
إن حضور الوزير ديلي واعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس ونائب الوزير والممثلين الرفيعي المستوى للحكومة الامريكية في هذه الحفلة يعطي تقديرا خاصا لتوقيع المعاهدات. تلفني اليوم مشاعر السعادة والافتخار الكبيرة، لأن استراتيجية النفط التي أعلنتها آذربيجان أمام العالم في سنة ١٩٩٤ تُحقق بصورة متتالية وتكتسب إنجازات كبيرة.
في شهر سبتمبر سنة ١٩٩٤ تم التوقيع على معاهدة كبيرة في آذربيجان. واطلق على هذه المعاهدة اسم "معاهدة (اتفاقية) القرن" في الولايات المتحدة الامريكية والعالم. لقد اتخذنا خطوة كبيرة أولى بهذه المعاهدة للاستغلال المشترك لموارد الطاقة الآذربيجانية في بحر قزوين وفتحنا آفاقا كبيرة للمستقبل. واعلن بمشاعر الفرح الكبير ان المعاهدة التي وقعنا عليها تم تحقيقها وفقا للخطة والجدول المقرر في شهر نوفمبر توصلنا الى استخراج النفط الاول ونصدره عبر اتجاه طريق الشمال، باكو- نوفوروسييك، في ١٧ أبريل لهذه السنة قمنا بتشغيل خط انابيب النفط الغربي- وهو الثاني. ونصدر النفط الى الأسواق العالمية عن طريق خط أنابيب النفط باكو- سوبسا.
هذا وبلغت استراتيجية النفط لآذربيجان مراحل جديدة خلال السنوات الماضية. بعد توقيع "معاهدة القرن" أبرمنا ١٦ معاهدة ونقوم بتحقيقها بصورة عملية. وأشير بامتنان الى ان شركات النفط الأمريكية تحتل مكانا كبيرا في كل هذه المعاهدات. لقد قامت هذه الشركات بتوظيف حجم كبير من الاستثمارات في آذربيجان خلال الفترة الماضية. ان شركات النفط الأمريكية تكاد ان تلعب دورا رئيسيًا في تحقيق استراتيجية النفط الآذربيجانية في بحر قزوين وفي آذربيجان عامة.
إن استراتيجيتنا النفطية أثارت الضجة الكبيرة في العالم ولقيت الاهتمام والآراء الايجابية للعديد من بلدان العالم. لكن في نفس الوقت، لوحظ الموقف المعادي لنا ومحاولات لعرقلة استراتيجيتنا النفطية أيضا. واجتزنا المهن الكبيرة في هذا الطريق وتغلبنا على الصعوبات الكبيرة، وحلنا دون العراقل الكبيرة ودعمنا وساعدنا في هذا العمل دائما الولايات المتحدة الأمريكية وحكومتها والسيد بيل كلنتون الرئيس الأمريكي ووزارة الطاقة الأمريكية ووزارة التجارة والوزارات الأخرى ومجلس الشيوخ والكونغرس الامريكي.
على كل هذا أبدي اليوم شكري وامتناني لكم وللسيد بيل كلنتون الرئيس الأمريكي وجميع الوزارات التي تؤيدنا والكونغرس ومجلس الشيوخ.
ان معظم الاستثمارات في آذربيجان في مجال تحقيق معاهدات النفط بعد سنة ١٩٩٤ تم توظيفها من قبل شركات النفط الأمريكية. لقد تدفق اكثر من مليار دولار من الاموال الامريكية الى آذربيجان. ويشكل الحجم العام للاستثمارات المزمع توظيفها بموجب هذه المعاهدات نحو ٥٠ مليار دولار.
إن المعاهدة التي ستوقعها شركة "إكسون" مع شركة النفط الحكومية الآذربيجانية اليوم تنص على توظيف ٥ مليارات دولار من الاستثمارات لاستغلال حقلي النفط "ظفر" و"مشعل" الموجودين في القطاع الآذربيجاني من بحر قزوين. سيكون حجم الاستثمارات المقرر توظيفها في حقول النفط "ساوالان" و"دالغا" و"ليريك دنيز" و"جنوب" الواقعة في القطاع الآذربيجاني من قزوين ٥.٤ مليارات دولار بموجب المعاهدة التي ستوقعها شركة "موبيل" مع شركة النفط الحكومية الآذربيجانية. أما شركة "مونكريف أويل" فإنها ستوقع معاهدة مع شركة النفط الحكومية الآذربيجانية لاستغلال حقول النفط البرية في منطقة "بادار". ويجب الا تقلق السيدة السيناتورة هادجنسون، فيبقى لها لجزء الباقى من الاستثمارات.
الاصدقاء الكرام!
في ١ اغسطس (آب) لسنة ١٩٩٧ وقعنا في البيت الأبيض بواشنطن على ٤ معاهدات بين الشركات الأمريكية وشركة النفط الحكومية الآذربيجانية. ومن منتهى الأهمية لنا اننا نوقع للمرة الثانية على ٣ معاهدات النفط الجديدة في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، بل في هذه المرة في مبنى الكونغرس.
ومن اهم سمة لحدث اليوم ايضا هو اننا نبدأ التعاون أيضا في مجال الصحة وهي الضرورية والمهمة جدا للناس خارج مجال النفط. وسيتم اليوم هنا التوقيع على معاهدة وبهذا نبدأ العمل في مجال إنشاء مركز طبي جديد لمركز ديبيكي لعلاج الامراض القلبية والشراينية في آذربيجان. وكل هذا يدل على تطوير وتعزيز وتوسيع العلاقات بين آذربيجان والولايات المتحدة الامريكية بصورة متتالية.
لقد أنشأنا علاقات التشارك الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية ونقوم بأعمالنا في إطار هذه العلاقات، ونسعى إلى تطوير هذه العلاقات. إن المعاهدات التي وقعنا عليها والانجازات التي احرزناها في مجال الاقتصاد تخلق امكانيات كبيرة لتطوير العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية بين بلدينا ايضا. اننا نقدر هذا تقديرا عاليا واؤكدكم على أننا سنبذل كل ما في وسعنا لتطوير هذه العلاقات في المستقبل أيضا. لقد قدمتني اي الرئيس الآذربيجاني السيناتورة هادجنسون لي كصديق كبير للولايات المتحدة المريكية. انا صديق في الحقيقة وتلفني مشاعر الشرف والافتخار لصداقتى أيضا. اننا نعتبركم الاصدقاء الاعزاء، والولايات المتحدة الامريكية صديقنا الكبير ونحن مخلصون لهذه الصداقة وسنبقى مخلصين لها.
إن السياسة التي ننتهجها وفرت تعزيز استقلال آذربيجان تعزيزا كثيرا. واما علاقاتنا الحالية القائمة بيننا وبين الولايات المتحدة الامريكية فأظهرت للعالم انتهاج آذربيجان السياسة المستقلة وتثبت ان استقلال آذربيجان دائم وأبدي. واؤكدكم على ان آذربيجان ستبقى دائما مخلصة لالتزاماتها كصديق وشريك مخلص للولايات المتحدة الامريكية.
وهذا واهنئكم اليوم أجمعين بمناسبة هذا الحدث التاريخي المشهود. وأتمنى لكم جميعا الصحة والسعادة واتمنى للشعب الامريكي السلام والامان وللحكومة الامريكية ودولتها النجاحات الجديدة. شكرا.