من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني عند لقائه مع عبد القافور عبد الرحمانوف السفير الاوزبكي في آذربيجان - قصر الرئاسة، ١٣ فبراير عام ١٩٩٩
عبد القافور عبد الرحمانوف: بصراحة القول، اننا بدأنا النشاط الكامل في يونيو بعد ان اشترينا بناء لسفارتنا وقمنا بتجهيزها التقني تماما. في الوقت الحاضر نعمل بكل ما في وسعنا كما كان في بيوتنا. لا نشعر باية مشكلة. والأهم هو اننا نحس في كل مكان اننا شعوب شقيقة. لا احد يعترض لنا في مكان ما. ليست لدينا اية مشكلة. شكرا جزيلا لكم.
حيدر علييف: جيد. ويمكن ان يتطور نشاطنا تطورا انجح بفضل نشاطكم- اقصد به سفارة أوزبكستان في آذربيجان وسفارة آذربيجان في أوزبكستان. إذ اننا نملك سفارة الا في اوزبكستان في آسيا الوسطى، لم نتمكن بعد من فتح سفاراتنا في البلدان الاخرى. وهذا يثبت مدى الاهمية الكبيرة التي نبديها لتعاوننا مع اوزبكستان.
وعليه، فإننا تحدثنا حول هذا عدة مرات اثناء لقاءاتنا مع الرئيس إسلام كريموف، بما فيه اثناء المؤتمر الدولي المكرس لإحياء طريق الحرير التاريخي الكبير المنعقد في باكو في سبتمبر للسنة الماضية. واعتقد ان تعاوننا يتقدم بنجاح منذ ذلك الحين. وأريد ان اقول مرة اخرى اننا نعلق اهمية كبيرة على هذا. ان اشتراك أوزبكستان الناشط في عملية إنشاء طريق عابر القوقاز وتحقيق برنامج إحياء طريق الحرير، وفي برنامج TRASEKA، واستفادتها بأنشط شكل من طريق النقل العابر القوقاز بالمقارنة مع البلدان الاخرى لآسيا الوسطى تخلق مناخا مناسبا لتعاوننا الواسع. إني مسرور لهذا.
عبد القافور عبد الرحمانوف: ان الرواق العابر القوقاز له اهمية حيوية لأوزبكستان. لذا، قدر رئيسنا وشعبنا بأسره تقديرا عاليا جدا لمبادرتكم حول عقد مؤتمر مكرس لإحياء طريق الحرير التاريخي القديم. والآن يطيب لي ويبعث فيَّ الامتنان الكبير لأن اوزبكستان انشط مشاركة لهذا الرواق. إذا القينا النظر إلى الأرقام نر ان أوزبكستان نقلت اكثر من ٧٠٠ ألف طن من وارداتها وصادرتها عبر هذا الطريق. اننا ننوي ان نزيد حجم هذه الشحن في السنة الراهنة، لأن هذا اقصر وأحسن واصلح طريق في الحقيقة. لعل أجدادنا ما كانوا يستفيدون من هذا الطريق عبثا. وصادف تطور الثقافة في ذلك العهد الذي كانوا يستفيدون فيه من هذا الرواق بأنشط استفادة بالذات.
في سالف الدهر اهدت هذه الطريق لاوربا الزجاج والبارود وكثير من الأشياء هذا. فإننا نأخذ هذا على مأخذ الجد. توجد حاليا في ميناء بوتي الجورجي مؤسستنا المشتركة. لقد أنشأنا هناك مخاذن وجلبنا الى هناك الآليات، ونستفيد من جميعها استفادة مثمرة جدا. ونخطط في المستقبل بالتعاون مع آذربيجان إنشاء مثل هذه المؤسسة - شركة وكيلة للنقل في باكو. لأنه يخيل لي ان باكو تقع على مركز رواق النقل هذا وتركزت كل البنى التحتية هنا - اقصد بها طرق السيارات والسكك الحديدية والنقل البحري والجوي. لذا، تقدم رئيسنا اسلام كريموف اثناء ذلك المؤتمر باقتراح لتأسيس مقر أمانة برنامج TRASEKA هنا في باكو.
حيدر علييف: نعم، لقد تم تيني مثل هذا القرار ولعل الامانة ستبدأ عملها في أبريل. إننا خصصنا لها مقرا مناسبا. هذا سيحدث. انكم على حق عند قولكم بان باكو تحتل مكانا خاصا، موقعا متميزا في طريق الحرير هذا، في هذا الخط بفضل بنيتها التحتية ومنشآتها للموانئ ومواصلاتها وغيرها. يلزمكم ان تستفيدوا من إمكانيات باكو بالتأكيد.
عبد القافور عبد الرحمانوف: لعلكم تعلمون انه ستعقد في ٢٨ فبراير حفلة افتتاح طريق السيارات الذي يربط اوزبكستان وقرغيزستان بالصين. بدأ إنشاء الطريق وفقا للاتفاقية الموقعة بين الصين وأوزبكستان وكرغيزستان وسيكتمل انشاؤه في فبراير. هذا استمرار طريق الحرير الكبير ومن المنتظر ان يسترعي انتباه كثير من البلدان الراغبة في الوصول الى منطقة المحيط الهادئ عبر اقصر طريق.
حيدر علييف: صحيح، هذا جزء من طريق الحرير بالذات وجيد.
عبد القافور عبد الرحمانوف: يسرنا جدا إتخاذكم قرارا للانضمام الى هذه الاتفاقية. تجري الآن اجراءات بحتة. سيطيب لي جدا ان ابلغ رئيسنا بأن آذربيجان هي الأخرى تريد الانضمام الى الاتفاقية.
حيدر علييف: جيد، في الازمنة الاخيرة بدأنا الانطلاقة الحسنة لتطوير التعاون بين اوزبكستان وآذربيجان وسنواصل كل هذا بنشاط.
عبد القافور عبد الرحمانوف: علينا ان نفعل عملنا في مجال تكثيف التعاون الاقتصادي. لهذا الغرض تجري الآن استعدادات ناشطة جدا للجلسة اللاحقة المنتظر عقدها في شهر مايو للجنة الاقتصادية الثنائية. اننا لا نريد ان ندرج على جدول الأعمال المسائل الاقتصادية وحدها. قد يكون من الأحسن ان يتم إدراج المسائل المتعلقة بالتعاون الثقافي والعلمي التقني والرياضي على جدول الأعمال ايضا. ونعمل حاليا مع الوزارات المختصة والادارات العامة لآذربيجان لان يكون جدول الأعمال مفصلا ووجيها. وأظن ان هذا بالذات سيعطي دفعة حسنة جدا لتطوير علاقاتنا في تلك المجالات.
جريدة "آذربيجان"
١٤ فبراير عام ١٩٩٩