من حديث حيدر علييف رئيس الجمهورية الاذربيجانية عند لقائه مع عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد للمملكة العربية السعودية - طهران، ١١ ديسمبر عام ١٩٩٧
عبد الله بن عبد العزيز آل سعود: فخامة الرئيس المحترم، فاني ارحب بكم باحترام وأتشرف بلقائي مع حيدر علييف رجل الدولة الفذ. وأعلن ان زيارتكم المملكة العربية السعودية يتذكرونها بامتنان على الدوام. وأرى من الواجب علي أن أبلغكم تحيات واحترام صاحب السمو فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.
حيدر علييف: وأشكركم على الكلمات الحارة. عندما اتحدث بامتنان عن سفري الى المملكة العربية السعودية في يوليو لسنة ١٩٩٤ وزيارتي المدن المقدسة للدين الاسلامي مكة ومدينة وجدة واجتماعاتي مع الملك والاشخاص الرفيعي المستوى الآخرين للبلد أتذكر بارتياح اللقاء الذي قمت به والمحادثات التي اجريتها مع ولي العهد في المملكة المغربية في ديسمبر سنة ١٩٩٤.
هذا فاني اعرب عن أملي في ان مؤتمر القمة الاسلامي الثامن سيلعب دورا مهما في تعزيز وحدة العالم الاسلامي تعزيزا اكثر وفي تذليل الصعوبات التي تواجهها عدد من البلدان الأعضاء في هذه المنظمة. كما أعني النزاع الارمني الاذربيجاني وهو أصعب قضية مؤلمة جدا بالنسبة للجمهورية الاذربيجانية المستقلة الفتية. واسفر هذا العدوان المستمر منذ سنة ١٩٨٨عن استيلاء القوات المسلحة لارمينيا على ٢٠ بالمئة من الاراضي الاذربيجانية وتشريد أكثر من مليون شخص من مواطنينا من ديارهم. وللتوصل الى تسوية النزاع اتخذت المبادئ الرئيسية في اجتماع قمة لشبونة لمنظمة الامن والتعاون في اوربا وتجري المحادثات في إطار مجموعة مينسك وتقدم الرؤساء الاعضاء باقتراحات. لكن موقف ارمينيا غير البناء يمنع من التسوية العادلة لهذا النزاع.
من ثم فاني أعرب عن امتناني لقيادة المملكة العربية السعودية على المساعدات الانسانية المقدمة الى اللاجئين الأذربيجانيين وأرجوكم ان تبلغوا تحياتي وامنياتي الطيبة صاحب السمو الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود. اما مساهمة المملكة العربية السعودية عن كثب في الاستغلال المشترك للحقول الواقعة في القطاع الاذربيجاني من بحر قزوين وتوظيف هذا البلد أموالا في عدد من المجالات في اذربيجان فاني أقدرهما تقديرا عاليا كخطوتين مهمتين في توسيع العلاقات الثنائية.
"حيدر علييف: استقلالنا أبدي" (كلمات وخطابات وتصريحات وأحاديث صحفية وكتابات ونداءات ومراسيم)، باكو، ٢٠٠٤، المجلد الـ١٣، ص. ٣٧٧-٣٧٨.