من حديث حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني عند لقائه مع الوفد الذي يترأسه جمال حسين فهاد العمر رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الكويتية الأذربيجانية - ٢٧ سبتمبر سنة ٢٠٠١
حيدر علييف: الضيوف الكرام، أهلا وسهلا بكم. أظن أن زيارة الوفد البرلماني الكويتي إلى أذربيجان ستسهم عن كثب في زيادة العلاقات تطورا بين بلدينا.
فاني على علم بأنكم لقد أجريتم لقاءات كثيرة هنا. فأعتقد انه تيسر لكم التعرف بالأوضاع الراهنة في أذربيجان. على ما أعلم ، فان هذه اللقاءات تجري في جو من الصداقة والود. فهذا شيء طبيعي لأنه قد نشات علاقات الصداقة والتعاون الأكثر كثافة بين الكويت وأذربيجان. اننا نقدر هذه العلاقات إيجابيا. تفضلوا.
وقال جمال حسين فهاد العمر: صاحب الفخامة السيد الرئيس!
ونعرب عن شكرنا على الأفكار التي أطلقتموها حول تطوير العلاقات تطويرا عاليا بين بلدينا.
من ناحية فاننا نحس أنفسنا هنا بين الشعب الأذربيجاني ومسلمي أذربيجان كما اننا بين اخوتنا. فنلقى في هذا البلد الشقيق مشاعر الود والتآخي التي يتحلى بها الإسلام. انتهازا منا للفرصة أريد أن أعرب أيضا عن شكري العميق للسيدة جوهر التي ترافقنا أثناء هذه الزيارة.
هذا فاني أنقل إليكم تحيات أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ورئيس البرلمان الكويتي.
كما تعلمون فاننا أجرينا هنا عددا غير قليل من اللقاءات. بما في ذلك أجرينا لقاءات في الوزارات والبرلمان. ان كل لقاءاتنا هذه جرت في جو من التآخي والود. ونعتقد ان زيارتنا هذه ولقاءاتنا ستسهم في تطوير العلاقات بين بلدينا.
أثناء اللقاءات والمحادثات تبادلنا عن كثب مناقشة المسائل العديدة وتعرفنا على هموم ومشاكل البلد المسلم. فأعتقد ان مثل هذه اللقاءات والمحادثات ستسهم في زيادة التعاون والعلاقات كثافة بين البلدين.
ويعلم الجميع ان العالم الإسلامي والبلاد الإسلامية تواجهها عددا غير قليل من المشاكل. كما كنا نعلم مسبقا وعلمنا هنا مرة أخرى ان العدوان الأرمني أسفر عن احتلال ٢٠ بالمائة من الأراضي الأذربيجانية وهنا كثير من اللاجئين. وخلق هذا العدوان عددا غير قليل من المشاكل في اذربيجان. فاننا كنا قد واجهنا حينذاك مثل هذه المشاكل أيضا.
كما تعلمون ان بلدنا واجه بعض المشاكل نتيجة للعدوان العراقي على الكويت. ان جزءا من هذه المشاكل لا تزال معلقة بعد. لم تتم إعادة ٦٢٥ أسيرا كويتيا يحتجزهم العراق إلى بلدهم.
فخامة الرئيس، ويتم توجيه حملة معينة في الوسائل الإعلامية العديدة ضد البلاد المسلمة فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية. من المعلوم أن الإرهابي ليس له جنسية معينة أو دين معين. فكما نستنكر الإرهاب وننبذه. لكن علينا أن نعلن موقفنا ضد محاولات تشويه سمعة العالم الإسلامي والبلدان الإسلامية أيضا. نعتقد ان ثمة حاجة إلى التعاون والتفاهم في هذا المجال أيضا.
وعليه فاننا نرى أن ثمة حاجة إلى تنثيق نشاطنا طلبا لحل المشاكل الموجودة في العالم الإسلامي وكذلك في العالم العربي. وعلينا أن نتقارب بيننا ونزيد من توطيد هذه العلاقات. وأريد ان اختتم كلامي متمنيا أن نلتقي في الكويت في المستقبل. شكرا.
حيدر علييف: أشكركم.
فاني أعرب بادئ ذي بدء عن شكري على التحيات التي نقلتموها إليَّ من أمير دولة الكويت الشيخ جابر الصباح ورئيس البرلمان الكويتي. وأرجوكم أن تنقلوا إليهما أطيب تحياتي وفائق احترامي.
أما الانطباعات التي حصلتم عليها أثناء إقامتكم في أذربيجان فتخلق، بالطبع، فرصة لتطوير علاقاتنا سريعا. فاننا نتمنى أن نتعاون مع الكويت الشقيق والصديق لنا في كافة المجالات. كما يتم تحقيق هذا التعاون فعلا في بعض المجالات.
ثمة تشابه معين في التاريخ القريب وحياة بلدينا. وسبق لكم أن ذكرتم هذا. انكم في دراية جيدة بان الجارة أرمينيا شنت عدوانا عسكريا على اذربيجان قبل هذا بنحو ١٢ -١٣ سنة. إن ٢٠ بالمائة من أراضي أذربيجان لا تزال تحت الاحتلال. وتم تشريد أكثر مليون من أبناء شعبنا من الأراضي المحتلة واضطروا إلى العيش في المخيمات في الحالة الشاقة. على ما أعلم، لعلكم التقيتم مع اللاجئين وشاهدتم حالتهم.
اما هذا العدوان العسكري الذي بدأته أرمينيا فكان يُحقق بادئ ذي بدء عن طريق عمليات إرهابية متفرقة. وتحولت هذه العمليات الإرهابية أيضا إلى حرب كبيرة فيما بعد. أما الحرب نفسها وكذلك العدوان العسكري فانها جزء كبير من الإرهاب.
وعليه فاننا نتذكر العدوان العسكري الذي شنه العراق على الكويت مما ادى إلى إراقة الدماء وسقوط الضحايا. ان هذا العدوان العسكري للعراق كاد يدمر ويهدم الاقتصاد الكويتي ومعظم مجالاته الاخرى. وكنا نتابع حينذاك بشديد الألم والحزن الأحداث التي تعرض لها بلدكم. ومن الطبيعي اننا معكم بكوننا شعبا شقيقا وصديقا. لكنكم، في نفس الوقت، لقد تخلصتم من هذا العدوان بتأييد من الأسرة الدولية. لقد انصرم وقتا مزيدا من هذه الأحداث. وبالتأكيد انكم قمتم بإعادة إعمار بلدكم، لكن كما بينتم ان كثيرا من المشاكل ما زالت معلقة حيث لا يزال العراق يحتجز الأسرى من مواطنيكم. فاننا ندري كل هذا.
وتصوروا الآن، فاننا لم نتخلص من هذا العدوان حتى الآن وان أراضينا لا تزال محتلة. فتم تهديم كل شيء في الأراضي المحتلة أيضا. لذلك فاننا نسعى إلى تحرير الأراضي المحتلة. بعد هذا فان عودة مواطنينا إلى ديارهم وإنعاش الحياة هناك ، تصوروا، سيحتاج إلى كم من الوقت الطويل وكم من الأموال الكبيرة وستواجهنا كم من المشاكل الكبيرة.
أما العدوان العسكري للعراق على الكويت من جهة والعدوان العسكري لأرمينيا على أذربيجان من جهة أخرى فان سببهما ادعاءات باطلة في الأراضي. لذلك فان العالم بأسره وكل بلد والبلدان المتقاربة مثلنا فيجب ان تعمل وتتعاون بعد هذا في سبيل مراعاة أحكام القانون الدولي وعدم انتهاكها.
وعليه فان هذا العدوان العسكري في السنوات الاخيرة يسبب نشوب الأحداث الإرهابية المريعة جدا في أماكن متفرقة. أما العمليات الإرهابية الغاشمة التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك وواشنطن في ١١ سبتمبر فانها جريمة أخطر ارتكبت ليس ضد أمريكا والشعب الأمريكي فقط،، بل ضد العالم بأكمله والسلام والديموقراطية.
اننا دائما نستنكر العمليات الإرهابية ولا نزال نستنكرها اليوم أيضا سواء كانت في أي شكل من أشكالها أو كانت موجهة ضد أي دولة من الدول في العالم. لذلك فاننا نصف العمليات الإرهابية التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية بانها عملية إرهابية موجهة ضد الإنسانية قاطبة والسلام وكل العالم، بما في ذلك ضد أنفسنا وبلدنا. وأعلنا مسبقا وأبين اليوم مرة أخرى أننا مع الولايات المتحدة الأمريكية وكل البلدان التي تريد التعاون في هذا المجال لليحلولة دون حدوث عمليات إرهابية ولمكافحة القوى المتورطة في العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية في ١١ سبتمبر والكشف عنهم ومعاقبتهم وكما سنقوم بمشاركة نشطة في هذا المجال.
وانكم مصيبون في قولكم. فاننا كذلك نرى أن الإرهابي ليست له جنسية معينة ودين معين. هذا وأعلن السيد جورج بوش الرئيس الامريكي هو الآخر في تصريح له وكذلك أثناء زيارته إلى مسجد في الولايات المتحدة الأمريكية أنه يعارض لصق هذه العمليات الإرهابية بكل المسلمين. ومن البسيط ان الإرهابيين ينحدرون من بين ممثلي دين ما او شعب ما واثبت التاريخ العالمي هذا مرارا حتى الآن.
لذلك فانه يجب علينا ان نوحِّد كافة جهودنا لنكافح معا الإرهاب والإرهابيين وخاصة الإرهاب الذي حدث في الولايات المتحدة في ١١ سبتمبر. في نفس الوقت علينا أن نحول دون الأفكار التي تزعم بعض الأوساط من خلالها أن الإرهاب مرتبط بالإسلام فقط. لا نرتاب في انه بعد الكشف عن القوى والأشخاص الذين حققوا تلك الاعمال الإرهابية والقبض عليهم- أظن أن هذا سيحدث من كل بد- سيتضح أن هذا لا ينبع من الإسلام أو من الانتساب إلى الاسلام، بل انه مجرد حدث يتولد من دوافع الإرهابيين الشخصية.
وتدل الأعوام الأخيرة على أن الإرهاب يشكل خطرا لكل البلدان. ان الشعبين الكويتي والأذربيجاني يستخلصان هذه النتيجة من الأحداث الإرهابية التي تعرضا لها نفساهما في السنوات الأخيرة. لذلك فان مكافحة الإرهاب والحيلولة دونه والقضاء على الإرهابيين ومعاقبتهم مهمة مشتركة بالنسبة لنا جميعا. وتتطابق أفكارنا حول هذا. وقمنا أنا وانتم بمجرد تكرارهذه الأفكار واتضح أن أفكارنا متطابقة. آمل في ان بلدكم وهو بلد غني جدا، سيحل كل المشاكل الناتجة عن العدوان العراقي. أظن أن عليكم كدولة صديقة وشقيقة لنا ان تبذل كل ما في وسعكم في سبيل تخلص أذربيجان من العدوان الأرمني ومن الإرهاب الأرمني.
فاني أجدد شكري. وأريد ان تنقلوا تحياتي الودية والأخوية إلى سمو أمير دولة الكويت الشيخ جابر الصباح. أتمنى لشعبكم السلام والاستقرار. أشكركم.
(ثم قدم جمال حسين فهاد العمر رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الكويتية الأذربيجانية هدية تذكارية لقائد دولتنا حيدر علييف وقال:) فاننا نبدي امتنانا لكم مرة أخرى. فهذا نموذج مبنى برلماننا. ان شاء الله سترون هذا المبنى عند ما تزورون الكويت. وأقدم هذا لكم كهدية.
حيدر علييف: هذا مبنى جميل. وان الأعمال التي سيتم اتخاذها داخل هذا المبنى ستكون أجمل بكثير.
جمال حسين فهاد العمر: فاننا نبدي مرة أخرى امتناننا لكم. نشكركم على أنكم خصصتم لنا من وقتكم القيم.
جريدة "باكينسكي رابوتشي" ٢٨ أغسطس سنة ٢٠٠١