خطاب حيدر علييف الرئيس الاذربيجاني في حفلة افتتاح تمثال الاكاديمي يوسف محمدعلييف بباكو- ١٦سبتمبر عام ١٩٩٨
السيدات والسادة الكرام!
قبل كل شيء ارحب اليوم بكم الحضور - المثقفين ورجال العلم من صميم القلب في المكان الجميل لباكو واهنئكم بمناسبة الحدث المهيب الحاصل في باكو اذربيجان اليوم. بلدنا العزيز اذربيجان جميل بآثاره العمرانية والتماثيل التي وضعها سكانه الشعب الاذربيجاني الى جانب طبيعته الجذابة الخلابة. حسب التقاليد والعادات القديمة للشعب الاذربيجاني لم يصبح وضع تمثال انسان عادة في بلدنا، عامة في العالم الشرقي. لكن شعبنا تطور وحاول تطبيق نماذج الثقافة العالمية الجميلة في حياته واستفاد من الثقافة العالمية وفي القرن العشرين انشئت آثار تمثالية في ارض اذربيجان في العاصمة الاذربيجانية وذلك الى جانب الآثار العمرانية الجميلة المهيبة والقديمة. وهذا اثرى حياة وطننا إثراء وجعلها اكثر جمالا. اعتقد ان هذا تقليد جميل. لان الآثار التمثالية والتماثيل عادة تعمر كل بقعة يسكنها الانسان وتعطيها جمالا اكثر. وبسبب اخر ان هذه الآثار تعكس الاحترام الذي يبديه الشعب الاذربيجاني لشخصياته البارزة وتاريخه وعلمه وثقافته ودولته. في القرن العشرين كانت التماثيل تنشأ اساسا احتراما للكتاب والشعراء ورجالات الثقافة واحيانا رجالات الاجتماع والسياسة. لكن الشعب الاذربيجاني على مدى تاريخه الطويل ساهم ايضا بقسط في الحضارة الانسانية بالمؤلفات والنتاجات العلمية التي وضعها النوابغ من شعبنا. نعتز بان الشعب الاذربيجاني انجب علماء افذاذ ذائع صيتهم في الازمنة القديمة في القرون الوسطى. اثروا العلم العالمي والثقافة الانسانية وفي نفس الوقت عرفوا الشعب الاذربيجاني رفع اسمه. نذكر اليوم باحترام كبير جميع العلماء الاذربيجانيين ولن ننسى تراثهم وابداعاتهم. حدثت في القرن العشرين احداث كبيرة جدا في حياة اذربيجان. كان القرن العشرون في التاريخ البشري قرن التبدلات الكبيرة والمتناقضة والمعقدة والثورات والحروب وفي نفس الوقت تطور العلم والثقافة بطفرة وسرعة. في نهاية القرب العشرين علينا ان نقيمه تقييما صحيحا وسليما. والقرن العشرين انعكست كل هذه التغيرات في حياة الشعب الاذربيجاني ايضا. نذكر بحزن المآسي والخسائر والضحايا التي قدمناها في القرن العشرين ولن ننساها. مع هذا نقدر الطريق التاريخي الكبير الذي اجتازه الشعب الاذربيجاني من هذه المراحل الصعبة في القرن العشرين، وانجازاته والذروات التي بلغها. أظن ان الاجيال المقبلة هي الاخرى ستقدرها. تطور العلم الاذربيجاني بسرعة في القرن العشرين، تم التثقيف الجماعي للشعب الاذربيجاني. انشئت في جمهوريتنا عدد كبير من المدارس والجامعات ومراكز الدراسات العلمية والمعاهد لتكامل الشعب الاذربيجاني بالعلم والثقافة والحضارة العالمية. اظهر تأسيس اكاديمية العلوم الاذربيجانية عام ١٩٤٥ على العالم انجازات العلم الاذربيجاني الكبيرة. نفتخر اليوم بان الشعب الاذربيجاني قد اسهم بقسط كبير في العلم العالمي في القرن العشرين. بلد اذربيجان بلد العلوم. الشعب الاذربيجاني شعب مثقف ومتعلم. وهذا اشتهر في العالم بالدراسات العلمية والاختراعات العلمية والنتاجات العلمية الكبيرة للنوابغ الاذربيجانيين. ويوسف محمدعلييف كعالم وانسان طيب ورجل الاجتماع والسياسة هو من الشخصيات البارزة لاذربيجان. احتفلنا عام ١٩٩٦ باليوبيل التسعين ليوسف محمدعلييف. كان هذا رمز للتقديم العالي الذي يقدمه الجيل الحالي لخدماته. في نفس الوقت كانت هذه الاحتفالات اليوبيلية اظهار العلم الرفيع للشعب الاذربيجاني امام العالم من جديد. لذلك فان هذا كان حفلة مكرسة لذكرى يوسف محمدعلييف من جهة وحفلة لإظهار المستوى الحالي للعلم الاذربيجاني على العالم. ان حياة وابداع ومؤلفات يوسف محمدعلييف وتراثه العلمي الكبير فصل كبير وقطعة وجزء كبير من تاريخ الشعب الاذربيجاني. دخل هذا الانسان تاريخ الشعب الاذربيجاني بذكائه ومعرفته وموهبته وعبقريته وتفانيه واختراعاته العلمية وعامة نشاطه في مجال تنظيم العلم الاذربيجاني وتطويره. لذلك نذكر اليوم ايضا خدمات يوسف محمدعلييف بامتنان كبير وننحنى امام شخصيته البارزة والباهرة وذكراه العزيزة. ان وضع ونصب تمثال مكرس لذكرى يوسف محمدعلييف اليوم هنا في وسط باكو قرب اكاديمية العلوم له مبرراته وهو فكر عادل. لان خدماته في تطوير العلم الاذربيجاني، في نفس الوقت في تنظيم العلم الاذربيجاني وكل العلوم من مبررات اتخاذ مثل هذا القرار. اظن ان هذا التمثال الذي يعكس شخصية وعبقرية يوسف محمدعلييف مكرس لذكراه من جهة ولتطوير العلم الاذربيجاني وماضيه ومستقبله من جهة اخرى. وهذا يظهر ايضا للناس ان العلم حظي باحترام لدى الناس في اذربيجان ولا يزال محترما فيها وسيبقى هذا الاحترام في المستقبل ايضا. ان الناس الذين كرسوا انفسهم للابحاث العلمية ويشتغلون بالعلم رغم كل الصعوبات الماثلة امام العلم اليوم مستحقون بالاحترام الكبير في مجتمعنا. انتهازا مني لهذه الفرصة اعلن من جديد لعلماء بلدنا ورجالات العلم وكل الباحثين ان مسالة تطوير العلم في اذربيجان تهم الدولة اليوم وفي المستقبل ايضا. وسيبقى دائما تحت حماية الدولة. ان حضورنا اليوم هنا تكريما لذكرى يوسف محمدعلييف وبمناسبة افتتاح هذا التمثال دليل على التقدير للعلم والعلماء في اذربيجان. انا ممتن جدا لان القرار الذي اصدرته لتخليد ذكرى يوسف محمدعلييف قد حقق. وضع المثالون والمعماريون هذا التمثال. ان السلطة التنفيذية لباكو وجميع الشركات والمنظمات التي شاركت وراعت في انشاء هذا التمثال قدمت خدماتها. ألقت بنت يوسف محمدعلييف خطابا جميلا هنا وابدت شكرها لكل المشاركين في انشاء هذا التمثال. انا اشاطر كلمات سيفدا محمدعلييفا وابدي شكري لكل المشاركين في انشاء هذا التمثال. شكرا جزيلا لكم. عندما خاطبت سيفدا محمدعلييفا، فكرت في انها بنت ابيها في الحقيقة. تحدثت بشكل جميل وشامل. يبدو ان موهبة يوسف محمدعلييف ورثها اولاده منه. اعتقد ان هذه الموهبة ستعكس في الاجيال المقبلة ايضا. اشكر بكل امتنان معكم في هذه الحفلة. انا سعيد لان بقعة اخرى من باكو عاصمتنا العزيزة اصبحت اكثر جمالا وتزينت. هكذا نمشي قدما ونسير بشعبنا الى الامام. نجعل مدينة باكو اجمل ونسعى الى وصولها الى صفوف اجمل المدن العالمية. ابدي من جديد امنياتي الطيبة واؤكدكم على ان الدولة الاذربيجانية ستعمل بكل عزم بعد هذا ايضا لاجل ازدهار اذربيجان ومن جملتها باكو. شكرا