حيدر علييف: لا شك في ان لكل اجتماع القمة اهمية كبيرة. بالطبع ان اجتماع قمة بدابست لمجلس الأمن والتعاون في أوربا له اتجاه آخر وهدف آخر. كما ذكرت في خطاباتي هناك وثم قلت في أحاديثي الصحفية بان مجلس الأمن والتعاون في أوربا منظمة كبيرة لتعزيز السلام والاستقرار والأمن ليس فقط في أوربا، فحسب وعامة في كل العالم ايضا. لذلك فان اجتماع قمة بدابست يكتسب اهمية عالمية. ان اجتماع القمة هذا لمجلس الأمن والتعاون في أوربا جاء مهما جدا خاصة بالنسبة لاذربيجان حيث تم اتخاذ قرار حول الأوضاع في جمهوريتنا وعدوان أرمينيا على اذربيجان واني على ثقة في ان هذا القرار سيتحقق في القريب العاجل بصورة متواصلة.
أما الآن فسينعقد في مراكش مؤتمر القمة الاسلامي. ويكتسب هذا الاجتماع هو الآخر أهمية كبيرة جدا. لانه سيحتفل بذكرى مرور ٢٥ سنة على تاسيس منظمة المؤتمر الاسلامي. لا ريب في ان عدد أعضاء هذه المنظمة ما كان في هذا الحد عند تاسيسها. لكن هذه المبادرة كانت خطوة مهمة جدا لتامين التضامن بين البلدان الاسلامية والعالم الاسلامي وتطوير العمليات الجارية في العالم. فقد اجتازت منظمة المؤتمر الاسلامي طريقا طويلا خلال ٢٥ سنة ولا شك في أنه كانت لها خدمات كبيرة. وهي بدون شك صاحبة الفضل في هذه الامور. انها ساهمت بنصيبها في ضمان السلام والاستقرار والامن في العالم وبذلت جهودها لهذا. كما نبدي احترامنا الكبير لهذه المنظمة.
هذا واني اسافر للاشتراك في مؤتمر القمة الاسلامي هذا وانا ألبي بمشاعر الامتنان الشديد دعوة صاحب الجلالة العاهل المغربي الحسن الثاني. اما البلدان الاسلامية فانها تشكل جزءا كبيرا للعالم. ان مجمل سكانها أكثر من مليار نسمة. وتشارك منظمة المؤتمر الاسلامي في العمليات العامة البشرية من جهة وتسعى الى معالجة المشاكل الخاصة بالبلدان الاسلامية من جهة أخرى مستفيدة من القدرات المشتركة لهذه البلدان. واعتقد شخصيا ان كل منظمة اقليمية من هذا النوع له اهمية واذا استطاعت مثل كل هذه المنظمات ان توحد جهودها في النهاية فيمكن ان يسود السلام في العالم دائما ويتم توفير الأمان والأمن في العالم. لذلك فاني أذهب الى مؤتمر القمة الإسلامي هذا بشغف ولا ريب في اني انتظر شيئا كثيرا من هذا الاجتماع. وذلك لان منظمة المؤتمر الاسلامي اتخذت قرارا في اجتماعها السابق ايضا حيث أدانت عدوان ارمينيا على اذربيجان ووجهت نداءات الى المنظمات الدولية في هذا الصدد. اننا ننتظر اتخاذ قرار من هذا النوع في هذه المرة ايضا.
على ما تعلمون ان منظمة المؤتمر الاسلامي تضم ٥٢ دولة. ان المؤتمر اللاحق يعطي فرصة مواتية لاقامة علاقات مباشرة بين رؤساء هذه الدول واذربيجان المستقلة. اننا نحتاج الى مثل هذه العلاقات. لانه يجب ان يتم اتخاذ مزيد من الاعمال لاطلاع العالم باسره على اذربيجان واعلان وضعها الحالي امام العالم برمته. ويعتبر البعض من بيننا ان الكثيرين يعرفون كما نعرف معلومات حول حياتنا وقضية عدوان ارمينيا على اذربيجان. لكن الامر في الحقيقة ليس هكذا. اني اعلم وكذلك شاهدتم عندما كنت في عدد غير قليل من البلدان ان الناس في البلدان الكثيرة إما لا يعرفون المصائب التي تعاني منها جمهوريتنا وإما لا يستطيعون ان يدركوا مدى جديتها وخطورتها للامن العالمي وخاصة لحاضر ومستقبل اذربيجان. لذلك فاننا سنذكر هذه المسائل في الاجتماع اللاحق وفي الوقت نفسه سأجري محادثات واسعة بهذا الصدد في اللقاءات الثنائية مع رؤساء البلدان الاسلامية. ان هذه اللقاءات الثنائية لها اهمية في إقامة وتطوير العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية الاذربيجانية وتلك البلدان ايضا. لهذا السبب بالذات فاني اعتبر هذه الزيارة زيارة مهمة جدا. لنر، بأية نتائج ستأتي زيارتنا.
أذربيجان ١٩٩٤: الدولانية الوطنية أمام الامتحان، الجزء الثاني، باكو، ٢٠٠٢، ص ٣٦٩-٣٧٠.